شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١٧٩
كفا أي إلا أن تكف الناس كفا ووقوع المصدر حالا كثير الثاني أنها حال من الناس واعترض بأن حال المجرور لا يتقدم عليه عند الجمهور وأجيب بأنه قد جاء عن العرب كثيرا فوجب قبوله وهو اختيار ابن مالك رحمه الله أي وما أرسلناك الا للناس كافة الثالث أنها صفة لمصدر محذوف أي رسالة كافة واعتراض بما تقدم أنها لم تستعمل الا حالا وقوله بالحق والهدى وبالنور والضياء هذه أوصاف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين والشرع المؤيد بالبراهين الباهرة من القرآن وسائر الأدلة والضياء أكمل من النور قال تعالى * (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) * قوله وان القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا وانزله على رسوله وحيا وصدقه المؤمنون على ذلك حقا وأيقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البربة فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال تعالى * (سأصليه سقر) * فلما أوعد الله بسقر لمن قال * (إن هذا إلا قول البشر) * علمنا وأيقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر ش هذه قاعدة شريفة وأصل كبير من أصول الدين ضل فيه طوائف كثيرة من الناس وهذا الذي حكاه الطحاوي رحمه الله هو الحق الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة لمن تدبرهما وشهدت به الفطرة السليمة التي لم تغير بالشبهات والشكوك والآراء الباطلة وقد افترق الناس في مسألة الكلام على تسعة أقوال أحدها أن كلام الله هو ما يفيض على النفوس من معاني إما من العقل الفعال عند بعضهم أو من غيره وهذا قول الصابئة والمتفلسفة
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»