شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٦٩
وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين وأوضح الحجة للمستبصرين وسلك سبيله خير القرون ثم خلف من بعدهم خلف اتبعوا أهواءهم وافترقوا فأقام الله لهذه الأمة من يحفظ عليها أصول دينها كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم بقوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم وممن قام بهذا الحق من علماء المسلمين الامام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي تغمده الله برحمته بعد المائتين فان مولده سنة تسع وثلاثين ومائتين ووفاته سنة احدى وعشرين وثلاثمائة فأخبر رحمه الله عما كان عليه السلف ونقل عن الامام أبي حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي وصاحبيه أبى يوسف يعقوب بن إبراهيم الحميري الأنصاري ومحمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم ما كانوا يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين وكلما بعد العهد ظهرت البدع وكثر التحريف الذي سماه أهله تأويلا ليقبل وقل من يهتدي إلى الفرق بين التحريف والتأويل إذ قد يسمى صرف الكلام عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله اللفظ في
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»