رسائل للسيد بدر الدين الحوثي - السيد بدر الدين الحوثي - الصفحة ٤
الذين ظلموا إنهم مغرقون) وقولنا (إلا من سبق عليه القول) فكان ابنك خارجا من الوعد داخلا في الوعيد، والدليل على هذا إن سؤال نوح كان معصية لأن الله تعالى قال (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) فلم يكن لنوح أن يخاطب في ابنه وقد علم أنه من الذين ظلموا بل كان عليه أن يتوقف حتى يؤذن له في السؤال لحل الشبهة لكنه غفل عن ذلك وكانت تلك خطيئة صغيرة تاب منها، وصح بما ذكرنا أن كلمة - أهل - باقية على معناها الحقيقي ولو سلمنا أن ابن نوح كان قد خرج عن كونه من أهله فلا يدل ذلك على أن الأهل هم كافة الأتباع بل إنما يدل على أن اختلاف الملة بين القرابة يرفع الأهلية فيكون الأهل هم القرابة الموافقون في الملة فسبب الأهلية هو القرب كما تقتضيه اللغة، وإنما اتحاد الملة شرط واختلافها مانع على هذا التقدير فلا يلزم عندما رامه المخالفون من كون اسم الأهل يفهم منه الأتباع كافة إنما يلزم أن اسم الأهل خاص ببعض القرابة حيث كان بعضهم مؤمنين وبعض كفارا وهو خاص بالمؤمنين من القرابة على هذا التقدير وهو احتمال مرجوح بل الراجح هو أن اسم الأهل يعم القرابة وأن إخراج غير المؤمنين إنما هو تخصيص من الحكم كسائر المخصصات للعمومات.
والدليل على ذلك قوله تعالى (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول) فاستثنى من سبق الوعد
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... » »»