المغفرة) فليسا مترادفين واللغة لا تثبت بالقياس فلو فرض صحة عندما قالوه في كلمة - أهل - فلا يجب أن تقاس عليها كلمة - آل - مع أن عندما ذكروه في كلمة - أهل - حجة عليهم لأن الله تعالى يقول (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن) فعطف من آمن على أهل فلو كان الأهل هم من آمن لما عطف عليه قوله (ومن أمن) فتبين أن الأهل هنا مفهومه غير مفهوم الأتباع الذين آمنوا بنوح - ع وأما قوله تعالى (قال رب إن ابني من أهلي) فهو مؤكد لما ذكرنا لأن الأهل لو كان هم الأتباع لما قال (إن ابني من أهلي) لأنه أراد أن الله قد وعده بنجاة أهله وابن الرجل من أهله وذلك لأنه فهم من كلمة الأهل القرابة مثلا أو خاصتهم فلذلك علق كونه من أهله على كونه ابنه وليس المراد من الأتباع لأنه في معزل عاص امتنع من الركوب معه ولم يصدقه في أنه لا يعصمه الجبل فليس بمؤمن فلم يرد أن ابني من أتباعي فلما أراد أن ابني أهلي أي من قرابتي دل ذلك على أنه فهم من كلمة إلا عندما يفهم القرابة لا الأتباع فلذلك قلنا إن قوله (إن ابني من أهلي) مؤكد لما قلنا.
فأما قوله تعالى (قال يا نوح إنه ليس من أهلك) فليس المراد به إلا ليس من أهلك الذين وعدناك نجاتهم لأنا وعدناك نجات أهلك الذين آمنوا بك وكانوا معك على دينك فأنجيناهم لإيمانهم فأما غيرهم فقد أخبرناك بإغراقهم بقولنا (ولا تخاطبني في