السفر فلما كان أصحاب رسول الله (ص) يسافرون للأغراض - المختلفة من دون تقديم سؤال هل يجوز ذلك السفر أو لا يجوز دل ذلك على أنهم لم يفهموا النهي عن السفر على الإطلاق...
وأيضا القرينة الحالية ترشد إلى أنه ليس المقصود بالحديث النهي عن السفر إلى أي شئ غير الثلاثة المساجد وهي أن الناس عندما زالوا يسافرون للأغراض المختلفة إلى غير الثلاثة المساجد وقد امتن الله على عباده بتهيئة سبب ذلك والمعونة عليه في قوله تعالى " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه " وفي قوله تعالى " والأنعام خلقها لكم - إلى قوله تعالى - وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم " وقوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات " وقوله تعالى " وهو الذي سخر البحر - إلى قوله - وترى الفلك مواخر فيه " وقوله تعالى " علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله " وقوله تعالى " لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " صدق الله العظيم.
وكانت لقريش رحلتان للتجارة رحلة إلى الشام في الصيف ورحلة إلى الحبشة في الشتاء، وقد روى أن رسول الله (ص) كان يسافر للتجارة لخديجة، وفي الإسلام كانت الأسفار شائعة منتشرة - للهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة وللجهاد ولتعلم العلم ولتبليغ الدين وغير ذلك من الأغراض لم يكن السفر مقصور على