الصحبة والصحابة - حسن بن فرحان المالكي - الصفحة ٥٤
الدليل الخامس عشر:
روى الإمام أحمد بسند صحيح عن مجاشع بن مسعود أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) بابن أخ له يبايعه على الهجرة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا بل يبايع على الإسلام، فإنه لا هجرة بعد الفتح، ويكون من التابعين بإحسان (110).
أقول: في هذا الحديث الصحيح دليل صريح على أن مسلمة الفتح فمن بعدهم يدخلون في التابعين، ولا يدخلون تحت مسمى الصحابة (صحبة

(١١٠) مسند أحمد - ١٥٢٨٦، رواه الإمام أحمد عن أبي النضر حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن أبي كثير عن يحيى بن إسحاق عن مجاشع وهذا سند صحيح وقد صححه المحقق شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند أحمد (٢٥ / ١٧٦) قال: إسناده صحيح ورجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق وهو ثقة، ورواه البخاري عن مجاشع مختصرا بلفظ (أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) بأخي بعد الفتح فقلت: يا رسول الله جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة، قال: ذهب أهل الهجرة بما فيها، فقلت: على أي شئ تبايعه، قال: أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد، فلقيت معبدا بعد وكان أكبرهما فسألته، فقال: صدق مجاشع).
أقول: هذه فيه دلالة واضحة على أن فتح مكة قطع شرعية الهجرة (أما الهجرة الشرعية فقد قطعها صلح الحديبية) ولا يحصل مسلمو الفتح على اسم الهجرة ولا فضلها حتى لو وفدوا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى هذا فلا يسمون مهاجرين وإنما يسمون (الناس) كما في حديث (أنا وأصحابي حيز والناس حيز) أو يسمون الطلقاء أو نحو ذلك.
ورواه الإمام أحمد بلفظ مقارب عن مجاشع بن مسعود البهزي أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن أخيه لا بل يبايع على الإسلام فإنه لا هجرة بعد الفتح قال ويكون من التابعين بإحسان، (مسند أحمد 25 / 178) تحقيق الأرناؤوط.
أقول: سبق الحديث وهذا إسناد آخر في الشيخين الأولين، ورواه عن حسن بن موسى حدثنا شيبان بالإسناد والمتن نفسه.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست