بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فإنه لما كان الخلاف واقعا في الأحكام الشرعية بين الأمة المحمدية وقد عرفنا أن ربنا تبارك وتعالى واحد ونبينا صلى الله عليه وآله واحد وديننا زاده الله شرفا ورفعة واحد وجب على العاقل اللبيب أن ينظر في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أيسوغ ذلك الاختلاف فيعذر على التفرق في الدين باتباع المختلفين أم لا يسوغ فلا يعذر في ذلك وما المعمول عليه بعد إذ ليرى الإخلال بالنظر في ذلك مخاطره بلا ملجئ والعقل يقضي ضرورة بقبح المخاطرة بغير ملجئ وكذلك الشرع قال الله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم الآية وقد جمعت في ذلك ما يرشد الطالبين إن شاء الله تعالى ولم أقصر في بيانه مريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وذلك يتضمن ستة فصول الفصل الأول في الإرشاد إلى حكم الخلاف ذلك إنا نظرنا في كتاب الله فإذا هو ناطق بتحريم الخلاف في الدين على الإطلاق قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا الآية وقال تعالى إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ الآية وقال تعالى الصفحة الأولى من النسخة (أ)
(٣٠)