نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٣ - الصفحة ٢٠
على قومه ".
قال ابن حجر: " هذا طرف من حديث الطير " (1).
تأويل الحديث والتشكيك في دلالته لكن الانكار... والتكذيب... والتحريف..... لا تحل المشكلة....
فلجأوا إلى التأويل، وباب التأويل واسع لمن يتكلم بجهل أو هوى، لأنهم قد ألزموا أنفسهم (2) دفع كل ما يدل على أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام.....
فذكروا وجوها ما أنزل الله بها من سلطان، مصرحين قبل ذلك بأن الحديث يدل على أفضلية علي من أبي بكر، وقد اتخذه الشيعة ذريعة للطعن في خلافة المتقدمين عليه، فلا بد من تأويله... فلاحظ شروح (المصابيح) و (مشكاة المصابيح) وغيرها...
وقد كان عمدة تأويلاتهم حمل لفظة " أحب خلقك إليك وإلي " على " من أحب خلقك إليك وإلي ".
وكانت عمدة التشكيكات في دلالته على الأفضلية احتمال عدم وجود الشيخين في المدينة المنورة يوم قصة الطير... لكنه غفلة أو تغافل عما جاء في الحديث في رواية بعضهم من أنه لما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك قالت عائشة: " اللهم اجعله أبي " وقالت حفصة: " اللهم اجعله

(١) لسان الميزان ٥ / 58.
(2) جاء في تفسير النيسابوري تعقيبا على ما ذكره الرازي جوابا عن الاستدلال بآية النجوى: " قلت:
هذا الكلام لا يخلو عن عصب ما! ومن أين يلزمنا أن نثبت مفضولية علي رضي الله عنه في كل خصلة؟ ولم لا يجوز أن يحصل له فضيلة لم توجد لغيره من أكابر الصحابة؟ فقد روي عن ابن عمر. كان لعلي رضي الله عنه ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم:
تزويجه فاطمة رضي الله عنها، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى ". هامش الطبري 28 / 24.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست