خاصة. ولماذا يا ترى لا تهاجم الاستهتار والميوعة والتخنث والانحطاط الخلقي المتفشية في مجتمعك الذي تعيش فيه وفي غيره من المجتمعات المعاصرة بين الرجال والنساء ولماذا لا تطعن في الخارجين عن دين الله والحاكمين بغير ما أنزل الله في واقعك المعاش فهل يا ترى أصلحت العباد والبلاد وأزلت الكفر والظلم والبغي والفساد من الأرض أو أنك على الأقل دعوت إلى إزالة شئ من ذلك وناديت بخطره على المجتمع الإسلامي أو يا هل ترى رفعت في يوم - ما - عقيرتك بالنصح لمرتكبيها أو ناشدت الحكام بإزالتها حتى لم يبق في الدنيا أحد غير صالح ولا مسلم إلا الشيعة وعلى رأسهم أئمتهم ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأعدال كتاب الله وحملة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبقيته في أمته كما تقدم البحث عنه مستوفى فجئت تقدم لهم الشتائم باسم النصائح أجل يا ابن جبهان (تلك شنشنة نعرفها من أخزم).
والشيعة يا هذا لم يطعنوا في النبي (صلى الله عليه وآله) في ولا في دينه ولم يتنقصوا من قدر المسلمين الأولين الذين نصروا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وإنما ذنبهم الذي استحقوا من أجله منك السباب والشتائم أنهم طعنوا فيمن طعن الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) فيهم أما اليهود والنصارى والملحدون فإنك ترى أنهم يستحقون التقدير والاكرام لأنهم لم يطعنوا فيمن طعن الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) فيهم وإنما طعنوا في النبي (صلى الله عليه وآله) وفي دينه كما يشف سكوتك عنهم في نشراتك وتخصيصك الشيعة بالهجوم عليهم وطعنك فيهم وهل هناك كفر أوضح من هذا عند من فهم ووعي.
ثم لماذا يا ترى لم تبذل جهودك وطاقاتك في النصح لشباب بلادك وقد غرتهم الشيوعية بإلحادها في عقر دورهم وتسلقت إلى كرة أدمغتهم وسرى سمها الفتاك في شرايينهم فطفقوا يدعون إليها ويحبذون فكرتها الهدامة لصروح الإنسانية ويغرسونها في أذهان البله المغفلين وما أكثرهم من أبناء قومك ويصورون لهم أن الشيوعية عدالة اجتماعية تريد بما تملك من رصيد اقتصادي ضخم أن تهيأ الحياة المعيشية الحرة الكريمة والعيش الرغيد فلو أخذوا بها لتخلصوا من سيطرة الاستعمار وصنايعه ومن الفقر والفاقة والشقاء الاجتماعي التي منوا