(ويتلوه شاهد منه) إماما ورحمة. (١) وروى الطبرسي بإسناده إلى أمير المؤمنين قوله: وأما قوله: (ويتلوه شاهد منه) فذلك حجة الله أقامها على خلقه، وعرفهم أنه لا يستحق مجلس النبي إلا من يقوم مقامه، ولا يتلوه إلا من يكون في الطهارة مثله، لئلا يتسع لمن ماسه حس الكفر في وقت من الأوقات انتحال الاستحقاق بمقام رسول الله (ص) وليضيق العذر على من يعينه على إثمه وظلمه، إذ كان الله قد حظر على من ماسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه، بقوله لإبراهيم: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ (٢) أي المشركين، لأنه سمى الظلم شركا بقوله: ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾ (3) فلما علم إبراهيم عليه السلام أن عهد الله تبارك وتعالى اسمه بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام، قال:
(وأجنبني وبني أن نعبد الأصنام) (4).
واعلم أن من آثر المنافقين على الصادقين، والكفار على الأبرار، فقد افترى إثما عظيما، إذا كان قد بين في