مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٦٦
الرسل، بعدم نصبه حافظا وشارحا للكتاب؟!
ومن هنا يتضح المغزى في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي رواه والعامة: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) (1)، ونحوه المضامين المشابهة المتعددة التي رواها الخاصة عن الأئمة (عليهم السلام)، كالذي كتبه الإمام الرضا (عليه السلام) إلى المأمون في شرائع الدين (وأن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان، وأنهم العروة الوثقى.. إلى أن قال:
ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية) (2).
وأخيرا، عندما نعتقد بالدور الأساسي للإمام المعصوم في كل عصر، وتأثيره في إكمال الدين وإتمام نعمة الهداية، فلو ترك الله تبارك وتعالى دينه ناقصا بدونه، لكان إما لعدم إمكان وجوده، أو لعدم القدرة، أو لعدم الحكمة، وثلاثتها باطلة، فيكون وجوده ثابتا قطعيا.
* * ومن الأدلة النقلية على ضرورة وجوده حديث الثقلين فإن هذا الحديث المتفق على صحته عند الفريقين يدل على وجود إمام في

(١) المعجم الكبير ج ١٢ ص ٣٣٧، ج ١٩ ص ٣٨٨، ومسند الشاميين ج ٢ ص ٤٣٨، ومسند أحمد ج ٤ ص ٩٦، مجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٢٤ و ٢٢٥، مسند أبي داود الطياليسي ص ٢٥٩، المعيار والموازنة ص ٢٤، مسند أبي يعلى ج ١٣ ص ٣٦٦، صحيح ابن حبان ج ١ ص ٤٣٤، المعجم الأوسط ج ٦ ص ٧٠، شرح نهج البلاغة ج ٩ ص ١٥٥ و ج ١٣ ص ٢٤٢ ومصادر أخرى للعامة.
(٢) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج ٢ ص ١٢٢، وقريب منه في الكافي ج ١ ص ٣٧٦ و... و ج ٢ ص ٢١ و ج ٨ ص ١٤٦، دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٥ و ٢٧، الخصال ص ٤٧٩، كمال الدين وتمام النعمة ص ٣٣٧ و ٤٠٩ و...، كفاية الأثر ص ٢٩٦، المسترشد ص ١٧٧ وموارد أخرى، دلائل الإمامة ص ٣٣٧، كتاب الغيبة ص ١٢٧ و 130 ومصادر أخرى للخاصة.
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»