مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٥٥
وصلاة قرينة للشهادة بوحدانية الله تعالى، والله الذي لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله اختص محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن جعله شريكا في عطائه {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} (1) فأسند إغناءهم من فضله إلى نفسه، والتشريك في العطاء مستوجب للتشريك في الشكر.
وأوجب لمن أطاع الرسول جزاء طاعته، فصار ترك طاعة الرسول عدلا لترك طاعة الله سبحانه في استحقاق العقاب {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا} (2) فكيف يمكن معرفة الرسول بكنهه مع العجز عن إدراك الإجلال الذي جل الله به رسوله، والإكرام الذي أكرم به نبيه.
وأما ولي الأمر فقد قرن الجليل طاعته بطاعة الرسول، حيث قال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} (3) وبالمقارنة بين الطاعتين في وجوبهما بأمر واحد، ثبت أن أمر ولي الأمر قرين أمر الرسول، ولو لم يكن الآمر معصوما بعصمة الرسول لاستحالت المقارنة بين الأمرين، فإن الآمر بالباطل لا يمكن أن يكون قرينا للآمر بالحق، وقد قال تعالى {فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول} (4): {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم} (5) فجعل المرجع في كل ما اختلف فيه الله والرسول وأولي الأمر، والاقتران بين الثلاثة في الرد إليهم يكشف عن وحدة ما يصدر عنهم، فما أنزله الله على رسوله، وهو الكتاب الذي ما فرط الله فيه من شئ، عند الرسول، وما هو عند الرسول عند أولي الأمر، ومن

(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»