مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٤٦٩
المهدي من عترة فاطمة (عليها السلام) (1).
وفي تفسير القرطبي فروي ان جميع ملوك الدنيا كلها أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان سليمان بن داوود واسكندر والكافران نمرود وبختنصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى {ليظهره على الدين كله} وهو المهدي (2) 2. قال الله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون} (3). قال الفخر الرازي في تفسيره: (قال بعض الشيعة: المراد بالغيب المهدي المنتظر الذي وعد الله تعالى به في القرآن والخبر، أما القرآن فقوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} (4)، وأما الخبر فقوله (عليه السلام): " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما " واعلم أن تخصيص المطلق من غير الدليل باطل).. (5).
ومن الواضح أن الرازي يسلم بدلالة القرآن على المهدي (عليه السلام) وأن الإيمان بالغيب يشمل الإيمان به، ولكنه تصور أن الشيعة يجعلون الإيمان بالغيب مختصا به فأشكل عليهم بما ذكر! وغفل عن أن الإيمان بالإمام المهدي (عليه السلام) عندهم من

(١) البيان في أخبار صاحب الزمان ص ٥٢٨. ونقل عن السدي في تفسير القرطبي ج ٨ ص ١٢١ و ج ١١ ص ٤٨، ينابيع المودة ج ٣ ص ٢٣٩، تفسير الكبير ج ١٥ ص ٤٠ ومصادر أخرى للعامة.
الكافي ج ١ ص ٤٣٢، كمال الدين وتمام النعمة ص ٦٧٠، الاعتقادات ص ٩٥، تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٧ ومصادر أخرى للخاصة.
(٢) تفسير القرطبي ج ١١ ص ٤٨.
(٣) سورة البقرة: ٣.
(٤) سورة النور: ٥٥.
(5) التفسير الكبير ج 2 ص 28.
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»