مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٣٧
وله مؤلفات جمة مفيدة ونافعة. فهل يجد فيها حكما شرعيا أو قضية دينية استدل بها الشيخ النوري بالسور والآيات التي جمعها في كتابه المذكور.
أما إن الشيعة كلهم يعتقدون بتحريف القرآن فهذا افتراء آخر على الشيعة يضاف إلى سائر الافتراءات فالمحققون من علمائهم كالصدوق والشيخ الطوسي وصاحب مجمع البيان والسيد المرتضى والمتأخرين من المفسرين قالوا بعدم التحريف.
وهذا الافتراء يشبه افترائه الثاني في هذا المورد حيث زعم أن من قال بعدم التحريف قاله تقية لا غير. كما يشبه قوله: إن جمعهم لكتاب النوري للتقية أيضا.
ومن هذا التهم الباطلة وأمثالها تعرف أن محب الدين يكتب متحاملا حاقدا، ولا يكتب للحقيقة والواقع. وإلا فأي واقع يرضى أن تحمل شخصا ما لم يقل وما يصرح بخلافه وما تشهد جميع كتبه في الفقه والتفسير بخلافه.
إن محب الدين يريد منا أن نثور ثورة عارمة علس الشيخ النوري ونخرجه من بلاد الإسلام لأنه اعتقد بالتحريف وكتب فيه، وينسى كلمة الخليفة الأول فيمن قتل أهل القبلة اجتهد فأخطأ. وقولهم للمجتهد المخطئ حسنة وللمصيب عشر حسنات.
ولو كنا أطعنا الخطيب وأخرجناه من بلاد الإسلام لما
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»