مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٣٥
ومرة يأخذون بالنص الذي لا نص على حجيته. ومرة يجعلونها ملكا عضوضا.
وهكذا دواليك.
وهكذا مقالتهم في المعاد الجسماني، وفي عدل الله الذي حكم على نفسه أن لا يظلم أحدا ولا يحيف على أحد.
هذه هي الأصول عندهم. وهي أصول ثابتة يدل عليها العقل قبل النقل فماذا يرغب الخطيب أي تلك العقائد يتزحزح عنها الشيعة ليتم بذلك التقارب المنشود.
وأما فروعهم فهي أيضا ثابتة ومدروسة لدراستهم أدلة تلك الفروع التي لم يأتوا بها عن القياس والاستحسان. وإنما جاءوا بها من القرآن الكريم ومن السنة التي نقلها لهم الثقل الثاني من مخلفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والذين أمرنا أن نأخذ أقوالهم ونتعبد بها لأنها خير ما يوصلنا لأحكام الله الواقعية.
هذا هو السبب في أن الشيعة لا يتزحزحون، وحبذا لو أبان الخطيب أو غيره الخطأ في هذه الأمور من غير تشويش ولا تهويش ومن غير استبعاد ثم نظر إلينا كيف نتابع الحق. فالحق عندنا أحق أن يتبع. وهو ضالتنا المنشودة من غير أن تغرنا الكثرة الكاثرة، بل ولا مجرد الصحبة للنبي الأكرم ما دام الخطأ يعرض لكل إنسان ما لم يعصمه الله ولم تتم العصمة إلا لأنبياء الله وأوصيائهم المنصوص عليهم من الله بتوسط رسول الله فلماذا نعدل عن هذه العقيدة التي لا غبار عليها ولا ارتياب فيها والتي أخذت تتجلى مقبولة عند كل ذي عينين مبصرتين.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»