خير الناس بعد ما سمعت رسول الله يقول: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندرق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون:
يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى قد كنت آمرا بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.
قيل له: ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ قال: قد كلمته مرارا، وناصحته، وأمرته بالمعروف ونهيته عن المنكر، لكن لا أريد أن تطلعوا على ما قلته له، كلمته بيني وبينه...
ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله.
هذا في الصفحة 224 من صحيح مسلم في الجزء الثامن في هذه الطبعة.
ولا بأس أن أقرأ لكم ما في صحيح البخاري، لتعرفوا كيف يحرفون الكلم: قال: قيل لأسامة: ألا تكلم هذا؟ قال: قد كلمته ما دون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين: أنت خير، بعد ما سمعت من رسول الله يقول: يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار ، فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله.
لاحظوا كم اختصر من الحديث من الأشياء التي قالها أسامة بالنسبة لعثمان، وليس في نقل البخاري هنا اسم عثمان، قيل لأسامة: ألا تكلم هذا، فمن هذا؟ غير معلوم في هذا الموضع، ألا تكلم هذا؟
أما في موضع آخر، أتذكر أني رأيته يذكره على العادة: فلان، ألا تكلم فلان، مع الاختصار للحديث.
قال: قيل لأسامة: لو أتيت فلانا فكلمته؟ قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ، إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا، لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا إنه خير الناس، بعد شئ سمعته من رسول الله، قالوا: وما سمعته يقول؟ قال:
سمعته يقول... إلى آخره.