مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٧٠
يعملون!
لهذا رأوا أن الصبر عن الوثبة أحجى، فأجمعوا على تأجيلها إلى وقتها بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهكذا كان الأمر، وأوحى الله عز وجل إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما يضمرون، وأطلعه على ما سيكون (1).
لكن الدين لا بد من إكماله، والنعمة لا بد من إتمامها، والرسالة لا بد من أدائها.. * (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) * (2).. * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * (3).
نعم، عهد لوصيه وخليفته من بعده، أن يتغمدهم - حين يعارضونه - بسعة ذرعه، ويتلقاهم بطول أناته، وأمره أن يصبر على استئثارهم بحقه، وأن يتلقى تلك المحنة بكظم الغيظ والاحتساب، احتياطا على الإسلام، وإيثارا للصالح العام.
وأمر الأمة بالصبر على تلك الملمة، كما فصلناه في كتاب " المراجعات " (4).
وحسبك مما صح من أوامره بذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث حذيفة ابن اليمان (5): " يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون

(١) انظر: الخصال ٤ / ٤٩٩، الاحتجاج ١ / ١٢٧ - ١٣٢، مجمع البيان ٥ / ٨٤.
(٢) سورة الأنفال ٨: ٤٢.
(٣) سورة المائدة ٥: ٩٩.
(٤) المراجعات: ٤٣٧ المراجعة ٨٢.
(٥) في ما أخرجه مسلم ص ١٢٠ من الجزء الثاني من صحيحه، ورواه أصحاب السنن كلهم. منه (قدس سره).
وانظر: صحيح مسلم ٦ / ٢٠ كتاب الإمارة / باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن، سنن البيهقي ٨ / ١٥٧، فتح الباري ١٣ / ٦٦، كنز العمال ١١ / 223.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست