عدالة الصحابة (5) الشيخ محمد السند بسم الله الرحمن الرحيم الوجه التاريخي:
ثم إنه بقي وجه آخر أو أخير يتمسك به القائل بعدالة الصحابة، - بالترديد المتقدم في معنى العدالة وفي دائرة الصحابة المرادة لذلك القائل - وهو: إن الصحابة هم الذين قاموا بفتوحات الإسلام ونشر الدين في أرجاء المعمورة، وهذا بعد ما عانوا ما عانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغزوات الأولى..
وهذا الوجه - مع غض النظر عن التحليل الآتي فيه، وعن الخوض في حقيقته - ما هو المقدار اللازم منه في الحجية المبحوث عنها في عدالة الصحابة، فقد تقدم أن صدور العمل الصالح أو الحسن من شخص - بعد افتراض ذلك - لا يلازم عدالته واستقامته في كل أفعاله الأخرى، فضلا عن عصمته وإمامته في الدين.
ففي كثير من الغزوات التي قام بها المسلمون في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارتكب من صحبه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيها أعمالا تعد في الشرع من الخطايا الكبيرة