مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٥٩
[لم لم يصرح القرآن بخلافة الإمام علي؟!] ثم سألتني فقلت: لماذا لم يصرح القرآن المبين تصريحا واضحا بخلافة أمير المؤمنين، بحيث لا يبقي مجالا للتأويل، فتنقطع الخصومة والمنازعة في الإمامة بسبب ذلك من غير حاجة إلى التماس الأحاديث لإثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)؟!
والجواب يحتاج إلى تمهيد مقدمة، لها أثرها في تقريبه إلى الأذهان، نقتبسها من (فصولنا المهمة) و (مراجعاتنا الأزهرية) (1).
ومجمل القول فيها: إن العرب عامة، وقريشا خاصة، كانت ترى أن أمير المؤمنين وترها وسفك دماءها بسيفه، وكشف القناع منابذا لها، حيث جاهدها في سبيل الله، وقهرها في إعلاء كلمة الله، وقام على ساقه في نصرة الله ورسوله حتى جاء الحق وزهق الباطل على رغم كل عات كفور من طغاة العرب وطغامهم (2).
وقد عصبوا به كل دم أراقه الإسلام على عهد النبوة، سواء كان بسيف أمير المؤمنين أم بسيف غيره.
جروا في ذلك على عاداتهم في أخذ ثاراتهم، إذ كانوا يعصبون دماءهم بالزعيم نفسه، فإذا فاتهم الزعيم عصبوها بأمثل عشيرته وأفضل أهل بيته، وعلي كان عندهم وعند غيرهم أمثل الهاشميين

(١) انظر: الفصول المهمة: ١٣٥، المراجعات: ٤٤٨ مراجعة ٨٤.
(٢) الطغام - الواحد والجمع في ذلك سواء -: أراذل الناس وأوغادهم، انظر: لسان العرب ٨ / 169 مادة " طغم ".
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست