مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٦٨
فكان له جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر وقال الكميت (1) - رحمه الله تعالى -:
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الخلافة لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا ولم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا وقال الله تعالى: * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون) * (2).
بهذا الشكل الحكيم بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الولاية، وبهذه الطرق السائغة بثها في أمته، تدرج فيها بأحاديثه المختلفة وأساليبه المتنوعة تدريجا تدريجا على حسب مقتضيات الأحوال في مقامات مختلفة، ودواعي شتى، لم يفاجئهم دفعة واحدة بكلام يحرجهم ويسد عليهم أقطار التمويه، وآفاق التضليل، بل جرى معهم على عادة الحكماء في استدراج المناوئ لهم في الرأي وتبليغه الأمر الذي يأباه.

(١) القصائد الهاشميات: ٧٩.
والكميت هو: ابن زيد بن خنيس بن مجالد، شاعر مقدم، عالم بلغات العرب، خبير بأيامها، من شعراء مضر وألسنتها، والمتعصبين على القحطانية، المقارنين المقارعين لشعرائهم، العلماء بالمثالب والأيام، المفاخرين بها، وكان في أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية، وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم، مشهورا بذلك، وقصائده الهاشميات من جيد شعره ومختاره.
ولد الكميت أيام استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) سنة ٦٠، ومات في سنة ١٢٦ في خلافة مروان بن محمد، وكان مبلغ شعره حين مات ٥٢٨٩ بيتا.
انظر: الأغاني ١٧ / ٣.
(٢) سورة التوبة ٩: 48.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست