فكان له جهر بإثبات حقه * وكان لهم في بزهم حقه جهر وقال الكميت (1) - رحمه الله تعالى -:
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الخلافة لو أطيعا ولكن الرجال تبايعوها * فلم أر مثلها خطرا مبيعا ولم أر مثل ذاك اليوم يوما * ولم أر مثله حقا أضيعا وقال الله تعالى: * (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون) * (2).
بهذا الشكل الحكيم بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الولاية، وبهذه الطرق السائغة بثها في أمته، تدرج فيها بأحاديثه المختلفة وأساليبه المتنوعة تدريجا تدريجا على حسب مقتضيات الأحوال في مقامات مختلفة، ودواعي شتى، لم يفاجئهم دفعة واحدة بكلام يحرجهم ويسد عليهم أقطار التمويه، وآفاق التضليل، بل جرى معهم على عادة الحكماء في استدراج المناوئ لهم في الرأي وتبليغه الأمر الذي يأباه.