مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٧٢
وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف. انتهى.
وقال سلمة الجعفي (1): يا نبي الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ".
وعن أم سلمة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " ستكون أمراء عليكم فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم " (2).
قالوا: أفلا نقاتلهم؟!
قال: " لا، ما صلوا ".
والصحاح في هذا متواترة ولا سيما من طريق العترة الطاهرة، ولذا صبروا (عليهم السلام) وفي عيونهم قذى، وفي حلوقهم شجى، عملا بهذه الأوامر المقدسة وغيرها مما عهده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم بالخصوص، حيث أسر إليهم أن يصبروا على الأذى، ويغضوا على القذى، احتياطا منه على الأمة، واحتفاظا بالشوكة، وإيثارا للدين، وضنا بريح المسلمين.
فكانوا - كما قلناه في " المراجعات " (3) - يتحرون للقائمين بأمور

(١) في ما أخرجه عنه مسلم، وهذه الأحاديث كلها مستفيضة. منه (قدس سره).
انظر: صحيح مسلم ٦ / ١٩ كتاب الإمارة، باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق، مشكاة المصابيح ٢ / ٣٣٥ ح ٣٦٧٣.
(٢) هذا الحديث أخرجه مسلم في ص ١٢٢ من الجزء الثاني من صحيحه، والمراد بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " فمن عرف برئ " أن من عرف المنكر ولم يشتبه عليه فقد صار له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو بلسانه، فإن عجز فليكرهه ولينكره بقلبه. منه (قدس سره).
انظر: شرح السنة ٦ / ٣٨ ح ٢٤٥٩، مشكاة المصابيح ٢ / ٣٣٤ ح ٣٦١٧.
(٣) المراجعات: ٤٤١ ضمن المراجعة رقم 82.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست