مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٦٢
قبيلة من قبائل العرب أمل في الوصول إليها ولو بعد حين.
وتلك مكيدة من ساسة العرب لم تهتد ساسة أوروبا لمثلها أبدا، كادوا بها عليا وسائر الأئمة من بني هاشم، حيث جمعوا بها قبائل العرب إليهم، وأفردوا بني هاشم عن جميع العرب، إلا عن ثلة من المخلصين.
ومن تتبع شؤون قريش وسائر العرب على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم أنهم ما كانوا ليصبروا على حصر الخلافة في بيت مخصوص، ولا سيما إذا كانت في بني هاشم، وخصوصا إذا تقلدها علي أمير المؤمنين!
وهيهات هيهات أن يصبروا على ذلك، وقد طمحت إليها الأطماع من جميع قبائلهم، وحامت عليها النفوس من كل أحيائهم..
وقد هزلت حتى بدا من هزالها * كلاها وحتى استامها كل مفلس (1) على إن من ألم بتاريخ قريش وسائر العرب في صدر الإسلام، يعلم أنهم لم يخضعوا للنبوة الهاشمية إلا بعد أن تهشموا ولم يبق فيهم من قوة، فكيف يرضون في اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم؟!
وقد قال عمر في كلام دار بينه وبين ابن عباس: إن قريشا كرهت أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة فتجحفون على الناس (2)!
وبالجملة: فإن أولئك الطغام قد نزعوا أيديهم من يد الإمام، وطووا ضلوعهم على عناصر شتى جياشة بالحقد عليه، متهافتين على جحوده، مسترسلين متتابعين متدفقين في إطفاء نوره، وإكفاء إنائه، قد ركبوا رؤوسهم في ظلمه، متمادين موغلين ممعنين في الاستئثار بحقه، لا يلوون

(١) جمهرة اللغة ٢ / ٨٤٧.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٢ / ٥٣، تاريخ الطبري ٣ / 289.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست