مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤٣٩
بحق أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا، كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة (1).
لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب ويمسك النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم (2).
يا عبيد الدنيا! إنما مثلكم مثل السراج يضئ للناس ويحرق نفسه.
يا بني إسرائيل! زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر (3).
يا هشام! مكتوب في الإنجيل: " طوبى للمتراحمين، أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس، أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم، أولئك هم المتقون يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا، أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة " (4).

(1) " لا يغني عن الجسد " أي لا ينفعه، ولا يدفع عنه سوءا.
(2) " المنخل " - بضم الميم والخاء، وقد تفتح خاؤه -: ما ينخل به.
و " النخالة " ما بقي في المنخل من القشر ونحوه.
(3) " زاحموا العلماء في مجالسهم " أي ضايقوهم وادخلوا في زحامهم.
" جثوا على الركب " جثا يجثو، وجثى يجثي: جلس على ركبتيه، أو قام على أطراف الأصابع.
وفي بعض النسخ: حبوا: أي زحفا على الركب، وحبا يحبو، وحبى يحبي: إذا مشى على أربع.
" بوابل المطر " الوابل: المطر الشديد الضخم القطر.
(4) " أولئك هم المتقون يوم القيامة " تخصيص كونهم من المتقين بيوم القيامة، لأن " ولا بالأسد العاتية " الأسد: جمع أسد. والعاتية: أي الظالمة الطاغية المتكبرة.
" كما يفعل " أي الأسد أو جميع ما تقدم.
" فريقا تخطفون... " على سبيل اللف والنشر، ولما ذكر الافتراس أولا لم يذكر آخرا.
(٤٣٩)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (6)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة