بحق أقول لكم: لا يغني عن الجسد أن يكون ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا، كذلك لا تغني أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم، وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة (1).
لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب ويمسك النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم (2).
يا عبيد الدنيا! إنما مثلكم مثل السراج يضئ للناس ويحرق نفسه.
يا بني إسرائيل! زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر (3).
يا هشام! مكتوب في الإنجيل: " طوبى للمتراحمين، أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس، أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم، أولئك هم المتقون يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا، أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة " (4).