مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤٣٤
بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات (1).
يا هشام! من كف نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة (2).
يا هشام! إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه.
يا هشام! وجد في ذؤابة سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعتى الناس على

(١) " محفوفة بالمكاره " المحفوفة: المحيطة. والمكاره: جمع مكرهة، ما يكرهه الإنسان ويشق عليه. والمراد أن الجنة محفوفة بما تكره النفس من الأقوال والأفعال فتعمل بها، فمن عمل بها دخل الجنة.
" والنار محفوفة بالشهوات " أي محفوفة بلذات النفس وشهواتها، فمن أعطى نفسه لذاتها وشهوتها دخل النار.
أشار (عليه السلام) إلى الحديث المتواتر المشهور " حفت الجنة بالمكاره (بالشهوات)، وحفت النار بالشهوات (بالمكاره) " والمروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من آله (عليهم السلام)، أنظر:
الزهد - لابن المبارك -: ٣٢٥ / ٩٢٥، مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٢٦٠ و ٣٨٠، و ٣ / ١٥٣ و ٢٥٤ و ٢٨٤، سنن الدارمي ٢ / ٣٣٩، الجامع الصحيح للترمذي ٤ / ٦٩٣ ح ٢٥٥٩، الشريعة - للآجري -: ٣٩٠، الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ١٧٩٦، و ٧ / ٢٦٦١، تاريخ بغداد ٤ / ٢٥٥، و ٨ / ١٨٤، شرح السنة: ٥١٦، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ٢٨، البداية والنهاية ١٢ / ١٣ (صدره)، المغني عن حمل الأسفار ٤ / ٥٧ (المطبوع مع إحياء علوم الدين)، الدرر المنتثرة في الأحاديث المنتشرة ٦٦ / ١٩٣، كنز العمال ٣ / 332 ح 6805، كشف الخفاء ومزيل الإلباس 1 / 416 ح 1107 و 434 ح 1152، إتحاف السادة المتقين 8 / 626.
(2) " أقاله الله عثرته " العثرة: الزلة، والمراد المعاصي، والإقالة في الأصل فسخ البيع بطلب المشتري: والاستقالة طلب ذلك، والمراد هنا تجاوز الله وترك العقاب الذي اكتسبه العبد بسوء فعله فكأنه اشترى العقوبة وندم فاستقال.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة