يا هشام!: قلة المنطق حكم عظيم، فعليكم بالصمت، فإنه دعة حسنة، وقلة وزر، وخفة من الذنوب، فحصنوا باب الحلم، فإن بابه الصبر، وإن الله عز وجل يبغض الضحاك من غير عجب والمشاء إلى غير إرب، ويجب على الوالي أن يكون كالراعي لا يغفل عن رعيته ولا يتكبر عليهم، فاستحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم، واعلموا أن الكلمة من الحكمة ضالة المؤمن، فعليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه غيبة عالمكم بين أظهركم (1) (2).
يا هشام! تعلم من العلم ما جهلت، وعلم الجاهل مما علمت، عظم العالم لعلمه، ودع منازعته، وصغر الجاهل لجهله، ولا تطرده (3)، ولكن