مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤٢٤
ربه (1)، وكان الله آنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزه في (2) غير عشيرة (3).
يا هشام! نصب الخلق (4) لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد، ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة العالم (5) بالعقل (6).

(1) في الكافي: الله.
(2) في الكافي: من.
(3) " فمن عقل عن الله " بلغ عقله إلى حد يأخذ العلم عن الله من غير تعليم بشر في كل أمر أمر.
" اعتزل أهل الدنيا " إذ لم يبق له رغبة في الدنيا وأهلها وإنما يرغب في ما عند الله من الخيرات الحقيقية، والأنوار الإلهية، والإشراقات العقلية، والابتهاجات الذوقية، والسكينات الروحية.
" كان الله آنسه " مؤنسه، إذ موجب الوحشة فقد المألوف وخلو الذات من الفضيلة والله تعالى مألوفه وهو منبع كل خير وفضيلة.
" في العيلة " في الفاقة.
(4) في الكافي: الحق.
(5) في الكافي: " العلم " بدل " العالم ".
(6) " ونصب الحق [برواية الكافي] " يعني بالحق دين الحق، أي أقيم الدين بإرسال الرسل، وإنزال الكتب ليطاع الله في أوامره ونواهيه.
" والطاعة بالعلم " أي العلم بكيفية الطاعة.
" والتعلم بالعقل يعتقد " أي يشتد ويستحكم، أو من الاعتقاد: بمعنى التصديق والإذعان.
" ولا علم " أي بكيفية الطاعة.
" إلا من عالم رباني " أي بالتعلم منه دون الاجتهاد والرأي.
" ومعرفة العالم بالعقل " المراد هنا علم العالم، والغرض أن احتياج العلم إلى العقل من جهتين لفهم ما يلقيه العالم، ولمعرفة العالم الذي ينبغي أخذ العلم عنه، ويحتمل أن يكون المعنى أن العقل هو المميز الفارق بين العلم اليقيني، وما يشبهه من الأوهام الفاسدة والدعاوى الكاذبة، أو من الظن والجهل المركب والتقليد.
(٤٢٤)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة