مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٥ - الصفحة ٢٣٤
وأما غير الظاهر:
فمنه: أن ينقل المعنى إلى محل آخر، كقول البحتري:
سلبوا - أي: ثيابهم - وأشرقت الدماء عليهم محمرة فكأنهم لم يسلبوا (216) لأن الدماء المشرقة كانت بمنزلة ثيابهم.
وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه - أي: على السيف - وهو مجرد عن غمده فكأنما هو مغمد (217) لأن الدم اليابس بمنزلة الغمد له.
فنقل المعنى من القتل والجرح (إلى السيف) (218).
وإليه أشار بقوله: (كوضع معنى في محل آخر).
ومنه: أن يتشابه معنى البيت الأول، ومعنى البيت الثاني، كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحالهم * سواء ذو العمامة والخمار (219) يعني: إن الرجال منهم والنساء سواء في الضعف.
وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة * كمن في كفه منهم خضاب (220)

(216) من قصيدة يمدح بها إسحاق بن إبراهيم، أنظر الوشاح 3 / 215 وجامع الشواهد 2 / 53.
(217) من قصيدة يمدح بها شجاع بن محمد الطائي، أنظر: الوشاح 3 / 216 وجامع الشواهد 2 / 54.
(218) ما بين القوسين من " ق " فقط.
(219) أنظر: جامع الشواهد 2 / 311 والوشاح 3 / 215.
(220) أنظر: جامع الشواهد 2 / 311 والوشاح 3 / 215.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست