مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٥ - الصفحة ٢٣٨
نخلاته، لم يزل سوء الظن يقتاده، ويصدق توهمه الذي يعتاده) حل قول أبي الطيب:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدق ما يعتاده من توهم (235) ومنه: " العقد " وهو: أن ينظم النثر على طريق الاقتباس، كقوله:
ما بال من أوله نطفة * وجيفة آخره يفخر (236) عقد قول أمير المؤمنين عليه السلام: " ما لابن آدم والفخر (237)؟! وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة ".
واعلم أن بعضهم عد الاقتباس والتضمين والتلميح (238) والحل والعقد، مما يتصل بالسرقات الشعرية، والراجز عدها منها، مع الإشارة إلى الاعتبار الأول في قوله: (السرقات الشعرية وما يتصل بها) تصحيحا لكلا الاعتبارين.
قوله: (والتانق إن تسل) أي: إن تخرج من بين الآنق وغير الآنق، والآنق:
الأحسن، وتتبعه.
والمراد بالآنق الأحسن: أن يكون أعذب لفظا، وأحسن سبكا، ويصح معنى، وينبغي ذلك في ثلاثة مواضع:
الأول: الابتداء، لأنه أول ما يقرع السمع، فإن كان آنقا أقبل السامع عليه، وإلا فلا.
ومن التأنق في الابتداء: " براعة الاستهلال " المشار إليه بقول الراجز وهو: كون الابتداء مناسبا للمقصود، كقول أبي محمد الخازن:

(235) من قميدة يمدح بها كافورا الأخشيدي، أنظر: جامع الشواهد 1 / 72 - 73 والوشاح 3 / 248 (236) لأبي العتاهية إسماعيل بن القاسم، أنظر: جامع الشواهد 3 / 8 والوشاح 3 / 247.
(237) في " ش ": يفخر.
(238) كلمة " التلميح " وردت في " ق " فقط، ولم يرد فيها: " العقد ".
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست