فصل وزيادة فأما الذين ادعوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما قصد بما قاله في أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير أن يؤكد ولاءه في الدين، ويوجب نصرته على المسلمين، وأن ذلك على معنى قوله سبحانه: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾ (44) وإن الذي أوردناه من البيان على أن بلفظة (مولى) يجب أن تطابق معنى ما تقدم به التقرير في الكلام، وأنه لا يسوغ حملها على غير ما يقتضي الإمامة من الأقسام، يدل على بطلان ما ادعوه في هذا الباب، ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام بخامل الذكر فيحتاج إلى أن يقف به في ذلك المقام ويؤكد ولاءه على الناس، بل قد كان مشهورا، وفضائله ومناقبه وظهور علو مرتبته وجلالته قاطعا للعذر في العلم بحاله عند الخاص والعام (45).
على أن من ذهب في تأويل الخبر إلى معنى الولاء في الدين والنصرة، فقوله داخل في قول من حمله على الإمامة والرئاسة، لأن إمام العالمين يجب موالاته في الدين، وتتعين نصرته على كافة المسلمين، وليس من حمله على الموالاة في الدين والنصرة يدخل في قوله ما ذهبنا إليه من وجوب الإمامة، فكان المصير إلى قولنا أولى.