مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٧ - الصفحة ٧٠
ج - في المحادثات والظرائف:
- قال الصابئ: حدث القاضي أبو الحسن ابن السبتي: حضرت يوما مجلسا فيه أبو يعلى بن كيكس، كاتب منيع بن حسان الخفاجي ووزيره في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، بالجامعين (194)، وقد حضر هناك، رؤساء البلاد من سقى الفرات، للسلام على منيع بن حسان وأبي يعلى بن كيكس، وكانا وردا من الشام، وحضر - في جملة الأشراف الطالبيين، من الكوفة - الزكي أبو علي، عمر بن محمد بن السايس، والزكي الآمر الناهي في الإقامات وترتيب الأمور، وبين يديه غلام يدعى ب‍ " أبي يعلى بن عرس " فأخذ الزكي يقول له: ويلك يا أبا يعلى، افعل كذا، وامض في كذا، وينتهره ويستخف به استعجالا له، وحثا فيما يستنهضه فيه ويستبطئه، ويقول: يا أبا يعلى، يا فاعل، يا صانع.
فلما طال ذاك على أبي يعلى بن كيكس، لأجل موافقة كنيته بكنيته، قال له: أيها الشريف، سأستخدم اليوم غلاما كنيته " أبو علي "، واستخف به بحضرتك، مجازاة لك عن هذا الفعل منك.
فاسترجع الزكي، واستيقظ، وقال: الله الله، يا سيدنا، فوالله ما كان عن قصد مني، بل بنسية حضرتني.
فضحكت الجماعة منه.
ثم قال أبو يعلى: كان بخوزستان أمير من أمراء الديلم يخضب لحيته، فحضر في مجلس فيه رجل من أصحاب الملك (أبي) كاليجار، وللرجل غلام خضيب، وكان يأمره وينهاه، ويقول له: " يا خرمنحى (19)، يا فاعل، ويا صانع،

(194) كذا في المصدر، وأظن أن المراد بها مدينة " الحلة " والغريب أن المحقق لم يورد اللفظة في فهرس البلدان والمواضع.
(195) علق المحقق للمصدر على هذه الكلمة: " كذا، ولم نهتد إلى تصويبها " أقول: أظن أنها مصحفة عن " خرمحنى " أي حمار مخضب بالحناء، فلاحظ.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست