الكنية حقيقتها، وميزاتها وأثرها في الحضارة والعلوم الإسلامية السيد محمد رضا الحسيني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الذي علم بالقلم، وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم، محمد الرسول الأعظم، وعلى الأئمة المعصومين، من آله وعترته الميامين، وعلى شيعتهم الأبرار، والتابعين لهم بإحسان، من الآن إلى يوم الدين.
وبعد:
فقد لزمني - لبعض الأغراض العلمية - الوقوف على حقيقة الكنية المعروفة لدى الكل، والمتداولة على الألسن، وبعد البحث عنها وجدتها تدخل - بشكل أو بآخر - في أكثر من علم من العلوم الإسلامية، فضلا عن توغلها في الحياة العامة كظاهرة اجتماعية معتنى بها، وتبتني عليها نكت في محادثات الأدباء، وأحاديث الظرفاء، الأمر الذي يجعلها واحدا من ما ينبغي معرفته من معالم الحضارة..
وكنت - على عادتي - أقيد ما أستطرفه من ذلك، في جذاذات تجمعت لدي، ولقا عدت إليها يوما - لغرض علمي آخر - وجدتها كثيرة، فخطر لي جمعها وتنظيمها، فتكون هذا المقال، الذي أعتبره جديرا بقول القيرواني:
(ليس لي في تأليفه - من الافتخار - أكثر من حسن الاختيار، واختيار المرء قطعة