مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٣٨
قال ابن القيم: " إن حديث عكرمة في الثلاث التي طلبها أبو سفيان من النبي [صلى الله عليه وآله] غلط ظاهر لا خفاء به. قال أبو محمد بن حزم: هو موضوع بلا شك كذبه عكرمة بن عمار. قال ابن الجوزي: هذا الحديث وهم من بعض الرواة لا شك فيه ولا تردد.
وقد اتهموا به عكرمة بن عمار، لأن أهل التواريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش، ولدت له وهاجر بها إلى أرض الحبشة، ثم تنصر وثبتت أم حبيبة على إسلامها، فبعث رسول الله [صلى الله عليه وآله] إلى النجاشي يخطبها فزوجه إياها وأصدقها عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] صداقا، وذلك في سنة سبع من الهجرة. وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة ودخل عليها فثنت فراش رسول الله [صلى الله عليه وآله] حتى لا يجلس عليه. ولا خلاف في أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان.
وأيضا: في الحديث أنه قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كانت أقاتل المسلمين فقال: نعم، ولا يعرف أنه [صلى الله عليه وآله] أمر أبا سفيان البتة " (114).
وقال النووي: " إعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالإشكال... " (115).
20 - أخرج مسلم حديث أبي حميد الساعدي في صفة صلاة رسول الله [صلى الله عليه وآله] وقد ضعفه الطحاوي وغيره.. كما قد تقدم في عبارة عبد القادر القرشي.
هذا بعض الكلام حول الصحيحين وأخبارهما على ضوء كلمات الأعلام.. وقد رأيت في الكتابين رجالا كاذبين وأحاديث موضوعة وباطلة...

(114) زاد المعاد.
(115) شرح صحيح مسلم - هامش إرشاد الساري - 11 / 360.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست