مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٣ - الصفحة ٥٦
السيد الأمين عن القفطي أنه رأى ما يدل على وجود هذا الكتاب بخط أبي الأسود نفسه.
وهكذا نرى أن المؤرخين، وخبراء الكتب والتراجم، يذكرون كتابا في النحو وضعه أبو الأسود بتعليم وتوجيه من الإمام - عليه السلام -، ولكن اختفائه لا ينفي وجوده، كما اختفت الكثير من الكتب.
3 - تلاميذ أبي الأسود:
يحدثنا التاريخ أن هناك تلاميذ لأبي الأسود درسوا على يديه (النحو) وقد ذكر المعارضون من المعاصرين أيضا وجود النحو عندهم، وهم الذين اعتبرهم النحاة طبقة نحوية ثانية بعد أبي الأسود في سلسلة طبقات علماء النحو، والذين عبر عنهم عيسى بن عمر والخليل وسيبويه نفسه - في كتابه - ب‍ (البادئين الأولين).
والمعروف من تلاميذه: يحيى بن يعمر، وعنبسة الفيل، وميمون الأقرن، وعطاء ابن أبي الأسود، وأبو حرب ابن أبي الأسود، ونصر بن عاصم، وعبد الرحمن بن هرمز، ولو راجعنا كتب التراجم والتاريخ لرأينا أنها تصرح بأن هناك تلاميذ لأبي الأسود درسوا على يديه النحو والعربية، كما أننا نلاحظ أنهم حينما يتعرضون لترجمة هؤلاء يذكرون أنهم كانوا من النحاة وأنهم تعلموا النحو من أبي الأسود.
فإذا قلنا بأن طبيعة المرحلة البدائية التي عاشها الإمام - عليه السلام - وأبو الأسود تمنع مثل هذه النسبة - نسبة النحو - لأنهم عاشوا قبل الارتباط الثقافي مع الثقافات الأجنبية، وقبل نضج الفكر والتطور الثقافي للمسلمين، فكذلك يصح لنا أن نقول مثل هذا القول في الطبقة التالية لهما أيضا، إذ أنهم عاشوا في فترة زمنية متقاربة الفترة، أي أنهم عاشوا نفس المناخ الفكري والثقافي، إذا فلماذا ننسبه إلى الطبقة الثانية دون الأولى مع أنهم يعيشون مناخا ثقافيا وحضاريا متشابها؟!
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست