مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ١٧٠
يوم) (135).
والظاهر أن الجلوس غير شرط في حصول حقيقته الشرعية، بل في كماله وإن فسره بعض اللغويين بالجلوس بعد الصلاة لدعاء أو مسألة، وقد فسره بعض علمائنا بالاشتغال بعد الصلاة بدعاء أو ذكر أو ما أشبهه، ولعل المراد بما أشبهه:
البكاء من خشية الله تعالى، والشكر على جزيل آلائه، والتفكر في عجائب أرضه وسمائه وما هو من هذا القبيل. وهل يعد الاشتغال بعد الصلاة بقراءة القرآن تعقيبا فيبرأ ناذر التعقيب به؟ الظاهر نعم، وفيه تأمل، ولم أظفر في كلام الأصحاب بشئ في هذا الباب.
الفصل الخامس في الأفعال المستحبة الجنانية وهي اثنا عشر:
الأول: استشعار الخوف عند القيام إلى الصلاة كما نقل عن سيد العابدين عليه السلام (136) الثاني: إحضار القلب، والإقبال على جميع أفعالها به، ففي صحيحة محمد ابن مسلم: أنه لا يرفع له منها إلا ما أقبل عليه بقلبه (137).
الثالث: أن يخطر بباله لعلها تكون آخر صلواتي، فقد قال الصادق عليه السلام: (إذا صليت فريضة فصلها لوقتها صلاة مودع يخاف أن لا يعود إليها) رواه الصدوق (138).
الرابع: إحضار فصول الأذان والإقامة بباله إذا كان مريضا لا يقدر على

(١٣٥) الكافي ٣: ٣٤٣ حديث ١٥ باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء، التهذيب ٢: ١٠٥ حديث ٣٩٩.
(١٣٦) الكافي ٣: ٣٠٠ حديث ٤ و ٥ باب الخشوع في الصلاة وكراهية العبث، التهذيب ٢: ٢٨٦ حديث ١١٤٥.
(١٣٧) الكافي ٣: ٣٦٣ حديث ٢ باب ما يقبل من الصلاة الساهي، التهذيب ٢: ٣٤١ حديث 1413.
(138) أمالي الصدوق: 211 حديث 10 المجلس الرابع والأربعون.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست