مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٦٠
ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا (82).
قال: أخبرنا علي بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: إن أبا بكر - رضي الله عنه - خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر، فقال: انزل عن منبر أبي، فقال علي: إن هذا لشئ عن غير ملأ منا (83).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، قال:
سمعت عبد الله بن حسن يقول: كان حسن بن علي قلما تفارقه أربع حرائر فكان صاحب ضرائر، فكانت عنده ابنة منظور بن سيار الفزاري، وعنده امرأة من بني أسد من آل خزيم، فطلقهما وبعث إلى كل واحدة بعشرة آلاف درهم وزقاق من عسل متعة، وقال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار - وهو مولاه -: احفظ ما تقولان لك، فقالت الفزارية: بارك الله فيه وجزاه خيرا، وقالت الأسدية: متاع قليل من حبيب مفارق، فرجع فأخبره، فراجع الأسدية وترك الفزارية (84).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، قال: قال علي: ما زال الحسن بن علي يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يكون يورثنا عداوة في القبائل (85).

(٨٢) رواه البلاذري في أنساب الأشراف برقم ٦ عن المدائني بالإسناد واللفظ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه برقم ٢٣٨ من طريق ابن سعد كما أخرجه من عدة وجوه.
وأورده الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن - عليه السلام -، وسبط ابن الجوزة في تذكرة خواص الأمة ص ١٩٦، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٠، كلهم عن ابن سعد في الطبقات، وقال السبط، رواه جدي في الصفوة.
وفي تهذيب الكمال: " خلاد بن عبيد "، والصحيح ما في الطبقات وغيره، وقال ابن ماكولا في الاكمال ٦ / ٤٧ في باب عبيدة، بالتاء وضم العين: خلاد بن عبيدة، روى عن علي بن زيد، روى عنه المدائني. وكان في الأصل: علي بن زيد، عن جدعان، وهو خطأ واضح.
(٨٣) رواه البلاذري في أنساب الأشراف ج 3 ص 26 برقم 41 عن عبد الله بن صالح، عن حماد، ويأتي في صفحة 219، أن الحسين - عليه السلام - صعد إلى عمر فقال له: إنزل عن منبر أبي.
(84) رواه ابن عساكر في تاريخه ص 152 عن ابن سعد.
وراجع تعليق الحديث الثالث التالي.
(85 و 86) إشارة واحدة من أمير المؤمنين - عليه السلام - كانت تكفي في أن يمتنع الحسن - عليه السلام - عما لا يرتضيه له أبوه وولي أمره وأمير المسلمين جميعا، وما حاجته إلى أن ينهى الجماهير عن أن يزوجوه؟!
فلو نهى ابنه سرا لأطاعه ولما احتاج إلى أن ينهى الناس علانية فيعصونه، ولكنها أساطير الأولين اكتتبها.
وأمير المؤمنين - عليه السلام - أعرف الناس بطواعية ابنه البار له، وإنه المعصوم المطهر بنص الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة، وقد نص هو أيضا على عصمته فيما أخرجه الحافظ أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه الورقة 157 / أ: أخبرنا داود [ابن يحيى الدهقان]، أخبرنا بكار بن أحمد، أخبرنا إسحاق - يعني ابن يزيد -، عن عمرو بن أبي المقدام، عن العلاء بن صالح، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عليا يقول:
المعصوم منا أهل البيت خمسة: رسول الله وأنا وفاطمة والحسن والحسين.
وراجع تعليق الحديث الآتي.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست