مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٥٩
قال: أخبرنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي إدريس، عن المسيب بن نجبة، قال: سمعت [عليا] يقول: ألا أحدثكم عني وعن أهل بيتي؟ أما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو، وأما الحسن بن علي فصاحب جفنة وخوان، فتى من فتيان قريش لو قد التقت حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم شيئا! وأما أنا وحسين فنحن منكم وأنتم منا (80).
قال: أخبرنا علي بن محمد، عن سليمان بن أيوب، عن الأسود بن قيس العبدي، قال: لقي الحسن بن علي يوما حبيب بن مسلمة فقال له: يا حبيب، رب مسير لك في غير طاعة الله، فقال: أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال:
بلى، ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذاك كما قال الله تبارك وتعالى " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " ولكنك كما قال جل ثناؤه: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " (81).
قال: أخبرنا علي بن محمد، عن خلاد بن عبيدة، عن علي بن زيد بن جدعان، قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة حجة ماشيا وأن النجائب لتقاد معه، وخرج من ماله لله مرتين، وقاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إن كان

(80) كيف يصح الحديث وعلي - عليه السلام - هو الذي كان يجد صولة الحسن والحسين عليهما السلام - في صفين وعدم مبالاتهما بالموت وعدم تهيبهما الجموع المحتشدة التي زلزلت محمد بن الحنفية وهو ذلك الشجاع المقدام، حتى انتهره علي - عليه السلام - بقوله: " أدركك عرق من أمك؟! ".
أما هما فلم يظهر عليهما غير الجلد والإقدام والمخاطرة بالنفس، حتى قال علي عليه السلام - كما في النهج - مخاطبا أصحابه: " املكوا عني هذين الغلامين فإني أنفس بهما أن ينقطع نسل رسول الله ".
(81) رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن - عليه السلام - من تاريخ دمشق رقم 238 من طريق ابن سعد.
وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة ص 196 عن ابن سعد في الطبقات، ثم قال:
ورواه جدي في الصفوة.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست