السرور على المؤمن عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد الله عليه السلام: في حديث طويل إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه كلما رأى المؤمن هولا من أهوال القيامة قال له المثال لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل حتى يقف بين يدي الله تعالى فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك فيقول من أنت؟
فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا الحديث، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما أسري بي إلى السماء أدخلت الجنة ورأيت فيها قيعات ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة وربما أمسكوا! فقلت لهم ما لكم قد أمسكتم قالوا حتى تجيئنا النفقة فقلت وما نفقتكم؟ فقالوا قول المؤمن (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) فإذا قال بنينا وإذا سكت أمسكنا وغيرها من الروايات الواردة في الباب.
وحاصل المرام في هذا المقام أن العمل إذا رقى في درجات الصعود والعلى أو تنزل في مراتب النزول والسفلى يتنزع عنه صورته الأولية ويتصور بصورة أخرى بعد تحولات شتى في عوالم متفاوتة كالبذر إذا زرع في المبذر يتحول بتحولات إلى أن يتحول بصورة الشجر ثم يثمر بثمر يحتوي مثل ذلك البذر فكذلك أعمال العباد بعد تحولات عديدة يصير ذلك الجزاء الذي وعده الله تعالى لعباده فإن الدنيا (كما في الحديث) مزرعة الآخرة وكذلك أبدانهم البرزخية وهياكلهم المثالية يتشكل بأشكال مختلفة حسب ملكاتهم الثابتة