لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٧٠
" وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون " (1) ونظائرها. ومنها ما أنبأ به عن الأمور المستقبلة التي لم تكن لها في الخارج عين ولا أثر، فوقعت بعد على الوجه الذي أخبر به، كالإخبار بأن أبي لهب يموت على كفره، (2) وبعدم تمكن المخالفين على الإتيان بمثل القرآن بل بمثل سورة منه، (3) وبمغلوبية الكفار مع كثرتهم وقوتهم، وغلبة النبي صلى الله عليه وآله عليهم مع قلة أصحابه وأعوانه، (4) وبظفر المسلمين على كفار قريش في غزوة بدر، (5) وبعدم تمني اليهود الموت
____________________
1 - سورة التوبة، آية 107 قال الطبرسي ذيل الآية: قال المفسرون: إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتيهم، فأتاهم وصلى فيه، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف، فقالوا:
نبني مسجدا فنصلي فيه، ولا نحضر جماعة محمد (صلى الله عليه وآله) وكانوا اثنى عشر رجلا، وقيل خمسة عشر رجلا منهم ثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، ونبتل بن الحرث، فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قباء، فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله إنا قد بيننا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه لنا وتدعو بالبركة، فقال صلى الله عليه وآله: إني على جناح سفر، ولو قدمنا أتيناكم إنشاء الله فصلينا لكم فيه، فلما انصرف رسول الله من تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد... فوجه رسول الله صلى الله عليه وآله عند قدومه من تبوك عاصم بن عوف المجلاني، ومالك بن الدخشم، وكان مالك من بني عمرو بن عوف، فقال لهما: انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه " مجمع البيان، جزء 5، ص 72 - 73 ". وقريب منه ما في السيرة النبوية لابن هشام، القسم الثاني، ص 529 - 530 - والدر المنثور للسيوطي، جزء 3، ص 276 - 277 -. ومفاتيح الغيب للفخر الرازي، جزء 16، ص 195.
2 - قال عز وجل: تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب.
3 - قال تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا... وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا " سورة البقرة، آية 23 - 24 ".
4 - قال سبحانه: قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " سورة آل عمران، آية 12 ".
5 - قال عز وجل: وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، الآية " سورة الأنفال، آية 7 ".
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»