لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٧٥
الجهاز لبعد المجاز، فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق، (1) ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم.
ظاهره أنيق، (2) وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم (3)، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليجل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب، ويتخلص من نشب، (4) فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص، وقلة التربص ". (5)
____________________
1 - 2 - محل به إلى السلطان: كاده بسعاية إليه، فهو ما حل ومحول ومحال.
والأنق والأنيق: الحسن المعجب " أقرب الموارد ".
3 - النجم: الكوكب، والنجم أيضا: الأصل، يقال: هو من نجم صدق، وليس لهذا الحديث نجم، أي أصل، ج أنجم وأنجام ونجوم ونجم " أقرب الموارد ".
النجوم: ما نجم (أي ظهر وطلع) من العروق أمام الربيع ترى رؤسها أمثال المسال (جمع المسلة: وهي الإبرة العظيمة) تشق الأرض شقا " ذيل أقرب الموارد ". وفي بعض النسخ:
[له تخوم وعلى تخومه تخوم]. والتخم بفتح الفاء وضمها: منتهى كل قرية أو أرض.
و- الفصل بين الأرضين من المعالم والحدود، ج تخوم. وفلان طيب التخوم: أي طيب العروق " أقرب الموارد ".
4 - عطب الرجل عطبا: هلك. ونشب فلان منشب سوء: وقع فيما لا مخلص عنه " أقرب الموارد ".
5 - الكافي للكليني (كتاب فضل القرآن) حديث 2. - وتفسير البرهان للبحراني، ج 1، ص 7، نقلا عن العياشي إلى قوله: ودليل على المعروف لمن عرفه، بدلا عن [ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة] مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»