لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٦٧
عيسى عليه السلام بمجيئه بعده، والتصريح باسمه صلى الله عليه وآله في الإنجيل، فلم يتمكن أحد منهم مع شدة عنادهم وعداوتهم له، وحرصهم على تكذيبه، أن يردوا شيئا مما أخبر به صلى الله عليه وآله، بل أذعنوا بصدقه، واعترف
____________________
فيهما بالرجم، فإنه نبي، فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه، فأتوه، فقالوا:
يا محمد (صلى الله على وآله) هذا رجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت، فاحكم فيهما، فقد وليناك الحكم فيهما، فمشى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى أتى أحبارهم في بيت المدراس، فقال: يا معشر يهود، أخرجوا إلى علماءكم فأخرجوا له عبد الله بن صوريا. قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض بني قريضة: إنهم قد أخرجوا إليه يومئذ مع ابن صوريا، أبا ياسر بن أخطب، ووهب بن يهوذا، فقالوا: هؤلاء علماؤنا فسألهم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، حتى حصل أمرهم، إلى أن قالوا لعبد الله بن صوريا: هذا أعلم من بقي بالتوراة. فخلا به رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم المسألة، يقول له: يا بن صوريا، أنشدك الله وأذكرك بأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد إحصانه بالرجم في التوراة؟ قال: اللهم نعم، أما والله يا أبا القاسم، إنهم ليعرفون إنك لنبي مرسل ولكنهم يحسدونك، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، فأمر بهما فرجما عند باب مسجده في غنم بن مالك بن النجار، ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا، وجحد نبوة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم. وفي نقل آخر:
لما حكموا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فيهما، دعاهم بالتوراة وجلس حبر منهم يتلوها، وقد وضع يده على آية الرجم، قال: فضرب عبد الله بن سلام يد الحبر، ثم قال: هذه يا نبي الله آية الرجم، يأبى أن يتلوها عليك، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: ويحكم يا معشر يهود ما دعاكم إلى ترك حكم الله وهو بأيديكم؟
فقالوا: أما والله قد كان فينا يعمل به، حتى زنى رجل منا بعد إحصانه، من بيوت الملوك وأهل الشرف، فمنعه الملك من الرجم، ثم زنى رجل بعده، فأراد أن يرجمه، فقالوا:
لا والله حتى ترجم فلانا، فلما قالوا له ذلك اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التجبية، و أما تواذكر الرجم والعمل به، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: فأنا أول من أحيا أمر الله وكتابه وعمل به، ثم أمر بهما فرجما عند باب مسجده. - و قريب مما ذكر ما في الدر المنثور للسيوطي جزء 2، ص 181 - 182. - و مجمع البيان للطبرسي، جزء 3، ص 193.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»