لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٦٥
كلامهم، فأطيعوني في محمد، فإنكم أخواله، فإن ظفر تنتفعوا به، وتسعدوا، وإن تكن الأخرى فإن العرب لا تقدم عليكم، فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر، فما برحت حتى لأن بكلامه. (1) ونظائر ما ذكر في التواريخ والسير كثيرة، وفيما نقلناه كفاية بعد قوله عز من قائل. " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " (2) وقوله عز وجل: " تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " (3).
ومنها اشتماله على قصص الأنبياء السالفة، والأمم الماضية، و الشرائع السابقة، مما كان العلم ببعضها دون جميعها في عصره صلى الله عليه وآله مختصا بأحبار أهل الكتاب وعلمائهم الذين صرفوا عمرهم في تعلمه، فأوردها على وجهها، وأتى بها على نصها من دون زيادة ونقصان، مع أنه صلى الله عليه وآله كان أميا لم يقرأ كتابا، ولم يخط خطا، ولم يختلف إلى عالم ليتعلم منه، ولا سافر إلى بلد لأجل التعلم، قبل دعوى نبوته، وقد علم بذلك الكفار والمشركون وغيرهم من أهل مكة، لأنه صلى الله عليه وآله نشأ بينهم من صغره إلى زمن بعثته، كان بمرأى منهم ومسمع، يعرفون حاله في سفره وحضره، ولما كان أمره صلى الله عليه وآله قبل بعثته بهذه المثابة من الوضوح عندهم، رد الله عز وجل قول بعض الجهلة منهم: وهو أن محمدا (صلى الله عليه وآله) تعلم هذه القصص وغيرها مما ورد في القرآن من أهل الكتاب، أو اكتتبها من كتبهم، بقوله عز من قائل: " وما كنت تتلو من قبله

1 - الإصابة لابن حجر، ج 3، ص 249 - 250.
2 - سورة الحشر، آية 21.
3 - سورة الزمر، آية 23.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»