وبالجملة: فعجز الفصحاء والبلغاء - من العرب وغيره - عن الإتيان بمثله أمر ثابت، واعتراف عظمائهم وكبرائهم بذلك، و تصريحهم بأن القرآن بلغ في الفصاحة والبلاغة إلى حد لن تناله يد المخلوق، معلوم بالنقل المتواتر، وكلماتهم وأقوالهم في هذا الباب مضبوطة في الدفاتر، غاية الأمر أن منهم من جحد الحق عنادا وكبرا كالوليد المتقدم وأضرابه ممن تعامى عن الحق بعد أن أبصر وأدرك، وقد قال تعالى في حق أمثالهم: " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا " (4) ومنهم من اهتدى به وآمن، كلبيد الشاعر صاحب
____________________
1 - 3 - الشفاء للقاضي عياض، وشرحه لعلي القاري، ج 1، ص 551 - 552 - 553. - والسيرة الحلبية، جزء 3، ص 314. - والسيرة الدحلانية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية المذكورة، جزء 3، ص 108. - والصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم لعلي بن يونس العاملي النباطي، جزء 1، ص 43، ط طهران، سنة 1384 ه. والأصمعي على ما في شرح الشفاء وغيره: وهو عبد الملك بن أصمع البصري، صاحب اللغة والغريب والأخبار والملح، ولد سنة 123 ه.
2 - سورة القصص، آية 7.
4 - سورة النمل، آية 14.
2 - سورة القصص، آية 7.
4 - سورة النمل، آية 14.