لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٥٤
لم أبلغ غاية المعرفة بها، ولم أقدر على الإتيان بمثلها، قال هشام بن الحكم: فبيناهم في ذلك، إذ مر بهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فقال:
" قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله، الآية " (1) فنظر القوم بعضهم إلى بعض، وقالوا: لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهت [أمر - خ ل] وصية محمد صلى الله عليه وآله إلا إلى جعفر بن محمد، والله ما رأيناه قط إلا هبناه، واقشعرت جلودنا لهيبته، ثم تفرقوا مقرين بالعجز. (2) وحكى أبو عبيدة (3): إن أعرابيا سمع رجلا يقرأ " فاصدع بما تؤمر " (4) فسجد، وقال: سجدت لفصاحته. وسمع آخر رجلا يقرأ " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا " (5) فقال: أشهد أن مخلوقا لا يقدر
____________________
1 - سورة بني إسرائيل، آية 88.
2 - الاحتجاج للطبرسي، ص 193 - 194، ط إيران، سنة 1302 ه‍.
3 - قال شارح الشفاء: هو الإمام الحافظ القاسم بن سلام البغدادي، معدود فيمن أخذ عن الشافعي الفقه، وكان إماما بارعا في علوم كثيرة، منها التفسير والقراءات والحديث والفقه، واللغة والنحو والتاريخ، توفي سنة 224 ه‍. " شرح الشفاء لعلي القاري، ج 1 ص 551، ط مصر، سنة 1309 ه‍ ".
4 - سورة الحجر، آية 94. قال السيوطي بعد ذكر الآية: قال ابن أبي الإصبع: المعنى: صرح بجميع ما أوحي إليك، وبلغ كل ما أمرت ببيانه، و إن شق بعض ذلك على بعض القلوب فانصدعت، والمشابهة بينهما فيما يؤثره التصريح في القلوب، فيظهر أثر ذلك على ظاهر الوجوه من القبض والانبساط، ويلوح عليها من علامات الإنكار والاستبشار، كما يظهر على ظاهر الزجاجة المصدوعة، فانظر إلى جليل هذه الاستعارة، وعظم إيجازها، وما انطوت عليه من المعاني الكثيرة، وقد حكى أن بعض الأعراب لما سمع هذه الآية سجد، وقال: سجدت لفصاحة هذا الكلام انتهى. " الإتقان في علوم القرآن، جزء 2، ص 55 ".
5 - سورة يوسف، آية 80.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»