لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٥٣
الموضع، نجتمع فيه وقد نقضنا القرآن كله، فإن في نقض القرآن إبطال نبوة محمد، (صلى الله عليه وآله) وفي إبطال نبوته إبطال الإسلام وإثبات ما نحن فيه، فاتفقوا على ذلك وافترقوا، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء: أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الآية " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا " (1) فما أقدر أن أضم إليها في فصاحتها وجميع معانيها [شيئا]، فشغلتني هذه الآية عن التفكر فيما سواها، فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " (2) ولم أقدر على الإتيان بمثلها، فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " (3) لم أقدر على الإتيان بمثلها، فقال ابن المقفع: يا قوم إن هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين " (4)
____________________
1 - سورة يوسف، آية 80.
2 - سورة الحج، آية 73.
3 - سورة الأنبياء، آية 22.
4 - سورة هود، آية 44. قال السيوطي بعد ذكر الآية: أمر فيها ونهى، وأخبر ونادى، ونعت وسمى، وأهلك وأبقى، وأسعد وأشقى، وقص من الأنباء ما لو شرح ما اندرج في هذه الجملة من بديع اللفظ والبلاغة والايجاز والبيان لجفت الأقلام، وقد أفردت بلاغة هذه الآية بالتأليف، وفي العجائب للكرماني: أجمع المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية بعد أن فتشوا جميع كلام العرب والعجم، فلم يجدوا مثلها في فخامة ألفاظها، وحسن نظمها، وجودة معانيها في تصوير الحال مع الإيجاز من غير إخلال. " الاتقان في علوم القرآن، ج 2، ص 55، ط مصر، سنة 1370 ه‍ "
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»