لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٤٦
العرب، إن الله عز وجل قد بعثني إليكم رسولا، وأنزل على كتابا هو آيتي ودليلي على صحة ما أقول، فإن كنتم مرتا بين في نبوتي، وأن هذا الكتاب الذي أتيتكم به من عند الله تعالى فأتوا بمثله، فإنه قد نزل بلسانكم ولغتكم، وأنتم الفصحاء والبلغاء، واستظهروا في ذلك بأترابكم وأمثالكم، ولم يزل يقرعهم أشد التقريع بما في القرآن العظيم، تارة بقوله عز وجل: " أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا إنما أنزل بعلم الله " (1) وأخرى بقوله عز من قائل: " أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين " (2) وقوله عز اسمه:
" وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين " (3) وثالثة بقوله جل شأنه: " أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين " (4) ورابعة بقوله تبارك اسمه: " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " (5) وهم في كل ذلك ناكصون عن معارضته، مدهشون عن فصاحته وبلاغته، والهون من حلاوته وطلاوته، حيارى في أمره وشأنه، فأيسوا من المعارضة، واضطروا في تكذيبه صلى الله عليه وآله ورده وصد الناس عن إجابة دعوته، إلى التشبث بأمور واهية،

1 - سورة هود، آية 13 - 14.
2 - سورة يونس، آية 38.
3 - سورة البقرة، آية 23 - 24.
4 - سورة الطور، آية 33 - 34.
5 - سورة بني إسرائيل، آية 88.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»