شيخ البطحاء أبو طالب (ع) - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٩
انتهى إليه علم (النصرانية)، ولقد أطل الراهب من صومعته فشاهد الركب - ولفت نظره - غمامة تظل على واحد من بين هؤلاء جميعا لتقيه لهب الشمس، لهب الصحراء، ولفت نظره الشجرة تهصرت فتظلل على ذلك المستظل بالغمامة من بين هؤلاء جميعا بفيئها وظلالها، وقد أخذ منه العجب، وعادت إليه ذاكرته إلى ما قرأه في الكتاب المقدس، فنزل من صومعته، وقال: إني صنعت لكم طعاما - يا معشر قريش - فأنا أحب أن تحضروا كلكم، صغيركم وكبيركم، فانبرى إليه واحد منهم: والله، يا بحيرى؟ إن لك لشأنا اليوم، ما كنت تصنع هذا بنا، وقد نمر بك كثيرا! فما شأنك اليوم؟ قال بحيرى: صدقت، قد كان ما تقولون، ولكنكم اليوم ضيوف، فأحببت أن أكرمكم، وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم. فاجتمعوا لديه، ولم يتخلف من بينهم غير النبي (صلى الله عليه وآله) لحداثة سنه، فقد كان في الرحال، تحت الشجرة، فطافت من الراهب
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست