عليه مكونات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا، وقد توسم فيه أنه سيكون بطلا من أبطال الإسلام، وسيسجل للمسلمين صفحات مشرقة من العزة والكرامة.
كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يوسع العباس تقبيلا، وقد احتل عواطفه وقلبه، ويقول المؤرخون: إنه أجلسه في حجره فشمر العباس عن ساعديه، فجعل الإمام يقبلهما، وهو غارق في البكاء، فبهرت أم البنين، وراحت تقول للإمام:
" ما يبكيك؟ " يا أبا الحسن.
فأجابها الإمام بصوت خافت حزين النبرات:
" نظرت إلى هذين الكفين، وتذكرت ما يجري عليهما.. ".
وسارعت أم البنين بلهفة قائلة:
" ماذا يجري عليهما "..