شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٩٩
تحزن " والحزن في مثل هذه الموارد يدل على الشك وقلة الأيمان وعدم العقيدة الراسخة. تلك من التجارب الكبرى والتمحيص له في أيمانه.
وتليها حوادث منها حملة خيبر وفراره خلاف العهود والمواثيق بعدم الفرار هو وصاحبه إلى أن قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأقسم أن يعطي الراية غدا من يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار فيعطيها عليا - عليه السلام - وبقوله يحبه الله ورسوله كما مر إنما يريد من مفهوم المخالفة في الحب والفرار ما يمتاز به علي - عليه السلام - عن أبي بكر وعمر. أليست تلك تجارب على التضحية على الصمود والإخلاص والإيمان أليست هذه أعظم التجارب في قيادة وزعامة الرجال وقدرتهم الروحية والبدنية وتلك أعظم شهادة لعلي - عليه السلام - على فضله الذي لم يدانيه أحد. ومثلها في بدر واحد والخندق وحنين (1).
هناك تتجلى التجربة والثقة عندما أرسل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بسورة البراءة بيد أبي بكر ليتلوها على قريش، بيد سرعان ما نجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يبعث في أثره عليا - عليه السلام - ليأخذها منه ويتلوها على قريش.
ولا أجد أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا وأراد أن يعلن للملأ أن أبا بكر ليست له تلك الدرجة والثقة التي يضعها في علي - عليه السلام - خصوصا حينما صرح أنه لا يجب أن يتلو هذه إلا أنا أو من هو مني وليس ذلك إلا علي - عليه السلام - وقد برهن القرآن أن عليا - عليه السلام - نفس رسول الله - صلى الله عليه

(١) نقل بن أبي الحديد عن كتاب أبي بكر الجوهري في السقيفة عن رجال ثقات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث جيشا فأمر عليه عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر وعمر. فنرى أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كيف ترك أبو بكر وعمر مرة تحت إمارة عمرو بن العاص وغيره وأخيرا تحت إمارة أسامة فعلام يدل هذا.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»