غدير خم دعى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المتقدمين والمتأخرين وأوقف الباقين بأمر الله فبلغ عدد الجميع حسب ما أدرجه الرواة والحفاظ 100 إلى 200 ألف نفر كما رواه الإمام الثعلبي في تفسيره والسبط ابن الجوزي في تذكرته وغيرهم. ولما تم الاجتماع في ذلك الهجير اللاهب الدال على أهميته ذلك الموقف وعظمته عندها صعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على مرتفع أعد له من أقتاب الإبل وخطب خطبة طويلة وأسهب فيها في مدح علي - عليه السلام - وسرد كثيرا من الآيات القرآنية الواردة فيه معرفا إياهم مقامه السامي عند الله ثم قال يا معاشر الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ الآية الكريمة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) فأجابوا: بلى، فقال: من كنت مولاه فهذا علي - عليه السلام - مولاه.
وعندها رفع يديه داعيا: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. ثم أمر أن تنصب لعلي - عليه السلام - خيمة وأمر عليا (عليه السلام) أن يجلس فيها وأمر الجميع أن يدخلوا عليه ويبايعوه بالخلافة وبالإمامة والإمارة وأخبرهم إنما هو مأمور من الله أن يأخذ البيعة لعلي - عليه السلام -، وأول من بايعه ذلك اليوم عمر وأبو بكر ثم عثمان ثم طحلة ثم الزبير ومثلوا مستمرين للبيعة ثلاثة أيام متوالية الرجال والنساء حتى زوجات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد أخرج وأثبت ذلك أجل علماء العامة من السنة والجماعة والشيعة ونذكر أدناه بعضهم:
1 - الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي في الخصائص العلوية والسنن.
2 - ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة وكتاب المنح الملكية وأخص ص 25 وصححه وقال لأمر به فيه أخرجه النسائي والترمذي والإمام أحمد بن حنبل.
3 - الحاكم النيسابوري في المستدرك.
4 - الحافظ ابن ماجة في سننه.