قال ابن خلدون في تاريخه 1 ص 32 فالعلوم كثيرة والحكماء في أمم النوع الإنساني متعددون وما لم يصل إلينا من العلوم أكثر مما وصل فأين علوم الفرس التي أمر عمر (رض) بمحوها عند الفتح؟
ترى ان الأخبار جاءت متواترة لا يمكن إنكارها من الغرب والشرق، وترى ان مهد الحضارات العظمى في العالم إنما هي مصر وفارس وبابل وبلاد آشور (الموصل) وارمينيا وانها سقطت بيد العرب في الفتح زمن عمر وأمر بتدميرها وعلى حد قول المؤرخ ابن خلدون فأين هي ولا يعزب عن ذوي الألباب وأهل العلم والتحقيق انه كما أن الكلام صفة المتكلم والعمل صفة العامل والاجتهاد صفة المجتهد والإدارة صفة المدير وهكذا ومنها تعرف صفة عمر من أعماله هذه. ولا يشك أحد ان في هذه الكتب خلاصة أدمغة علماء الطب والأدب والعلوم الأخرى على اختلافها والتي وصلنا النزر اليسير منها الذي سلم في بلاد اليونان والرومان وعلى هذه فقس ما سواها. وهكذا ينتج الجهل ويدمر كلما ينتج العلم فيالخسارة لتلك الثروة العلمية المضاعة للعالم القديم المتمدن ويالخسارة المعارف الإسلامية والسنن النبوية المجهولة المدمرة ويا للفضيحة والخيانة التي جرها رجال الجهل والخيانة على شعوبهم وأقوامهم وبدلوا الحسن بالقبيح والصالح بالطالح أعوذ بالله منهم ومن أعمالهم وإذا بحثنا ودققنا الواقع وان الخلافة كانت بيد من نص عليه الله ورسوله علي عليه السلام سيد الوصيين ونفس رسول الله وأبو عترته صلى الله عليه وآله وسلم من قال فيه: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تأخر عنها ضل وهوى، وقال أنا مدينة العلم وعلي عليه السلام بابها.
فأين تلك من أعمال وأقوال أبي الحسن وعلمه وتقواه وتضحيته وطهارته لو كان الأمر بيده وكيف سارت الحقائق وثبتت الأصول والفروع والنصوص والسنن واستفاد المسلمون من معارف وثقافة وعلوم الأمم والشعوب الأخرى وكانوا أمة